تمت المصادقة، يوم أمس، على سلسلة تفاهمات تعمل على إعادة تأهيل الأرض والمياه الجوفية في محيط مصنع الصناعات الالكتروكيميائية سابقا في مدينة عكا. سيتم إعادة تأهيل وتنظيف الشاطئ وفتحه للجمهور.
تُعتبر منطقة مصنع الصناعات الالكتروكيميائية سابقا، والتي تبلغ مساحتها 250 دونم بجانب شاطئ البحر في مدينة عكا، أحد المواقع الأكثر تلوثا في إسرائيل للأرض وللمياه الجوفية التي تصب في البحر. أُغلق المصنع في عام 2003، وعقب ذلك تم تفكيكه واخلائه وشراء محيط المصنع من قبل شركة وقود “معجان يام”، إلا ان عمل الشركة لم يأتِ بمخطط لإعادة تأهيل الأرض والمياه الجوفية.
في تعقيب للمحامية جميلة هردل واكيم، رئيسة جمعية مواطنين من أجل البيئة: نتمنى ان لا تكون التفاهمات مرحلة إضافية في سلسلة الإهمال المستمر منذ عام 2005. قادت جمعية مواطنون من أجل البيئة مع جمعيات بيئية اخرى نضالا نجح بإغلاق المصنع، والذي لُقّب آنذاك بـ “المصنع الموت”. فهذا المصنع كان احد المصانع الأكثر تلويثا في البلاد والعالم، حيث تسبب بأضرار جسيمة لغالبية العاملين فيه، ما ادى إلى وفاة غالبيتهم كما وتسبب بتلوّث كل خليج مدينة عكا. بعد مرور 17 عاما، التلوّث ما زال مستمرا في حين ان السلطات والشركات، اللواتي اشترين المصنع، يتجادلون في ما بينهن ولا يحترمن الاتفاقيات السابقة.
مصنع الموت – هذا كان عنوان التقرير في صحيفة يديعوت أحرونوت 07.01.2005. في تلك السنة تم اغلاق مصنع الموت، مصنع للصناعات الالكتروكيميائية والمعروف أيضا باسم “بروتروم”، والذي كان احد المصانع الأكثر تلويثا في البلاد والعالم، أصاب العاملين فيه على نحو صعب إذ ان غالبيتهم مرضوا وماتوا كما وانه لوّث كل خليج عكا.
الجمعيات البيئية وعلى رأسهن جمعية مواطنين من أجل البيئة، قادوا على مدار سنوات نضالا لوقف عمل المصنع وكشفوا الضرر الكبير الذي تسبب به المصنع لمحيطه وداخله.تم اغلاق المصنع بشكل نهائي عام 2005 بقرار من المحكمة.
ولكن القصة لم تنتهِ. بقي التلوّث في منطقة المصنع ولم يتم تنظيفه. تبقت كميات كبيرة من الزئبق في المنطقة في حين ان السلطات والجهة التي قامت بتفكيك المصنع تلاسنوا في ما بينهم على امور اخرى، إلى ان تم بيع المنطقة لشركة وقود في عام 2012.
تعاهدت الشركة ضمن اتفاقية الشراء بأن تقوم بتنظيف الأرض، ولكن بعد ان تعرقلت مخططاتها ولم تستطع إقامة الجهاز، اهملت التزانها ولم تقم بتنظيف الزئبق حتى يومنا هذا.
الزئبق لم يبقَ مكانه بالطبع وبدأ جزء منه السيل نحو الشاطئ، للمياه الجوفية والبحر، ومنذ عام 2015 تظهر المعطيات ان هنالك ارتفاعا مستمرا في منسوب الزئبق على الشواطئ وفي الاسماك.
لذلك، قمنا، جمعية مواطنين من اجل البيئة وجمعية “تسالول” مع اثنين من سكان عكا، بتقديم دعوى تمثيلية مطالبين من خلالها وقف التلوث وتعويض الجمهور للمس في بيئة الشواطئ.