أخبار

مبادرة “دكان لبيع ملابس يد ثانية”

26 نوفمبر 2021

أطلقت حركة “عسفاوية انا” مبادرة “دكان للملابس المستعملة” في منصور سنتر – عسفيا، وذلك ضمن مشروع “بلدي” الذي تديره جمعية مواطنين من أجل البيئة مع ناشطات حركة “عسفاوية انا”. يهدف المشروع إلى تشكيل وتأهيل مجموعات محلية ناشطة في البلدات العربية لبناء نموذج نشاطيّ محليّ في مجال البيئة والمناخ، وذلك بالتعاون ما بين المجموعات الناشطة والسلطات المحلية. ترمي المبادرة إلى تذويت وتعزيز مفهوم إعادة التدوير في المجتمع العربي، خصوصا في المجالات الأقل شعبية كالملابس، وإطّلاع الجمهور على التداعيات الإيجابية التي تحملها خطوة كهذه على البيئة.

إن صناعة الأزياء هي من الصناعات الأكثر تلويثا واستغلالا مجتمعيا، فهي مسؤولة عن 10% من بصمة الكربون في العالم وتُعتبر ثاني أكبر ملوّث للمياه العذبة في العالم. تبدأ الأضرار البيئية في صناعة الملابس بمرحلة زراعة القطن، إذ يتم استخدام كميات هائلة من مبيدات الحشرات التي تبقى في التربة وتسبب لها تلوّثا يصعب التخلّص منه، ناهيك عن كميات المياه الكبيرة التي تحتاجها. على سبيل المثال، تتطلّب صناعة سروال جينز واحد 7،600 ليتر تقريبًا من المياه، أيّ ما يُعادل متوسط كمية المياه التي يشربها الإنسان على مدى سبع سنوات. هنالك جوانب أخرى لصناعة الأزياء لها دور كبير في الأضرار البيئية كالأصباغ التي تُلوّث المياه العذبة، التصنيع، الخياطة، التسويق والشحن والتخلص من الملابس المستعملة والتي غالبا ما يتم حرقها في الدول الفقيرة.

يعلو في السنوات الأخيرة أصوات تنادي الجمهور بنبذ صناعة الملابس السريعة التي فاقمت مشكلة التلوّث البيئي الناتج عن هذه الصناعة، والانتقال إلى صناعة ملابس مستدامة وودودة للبيئة. هذه كانت نقطة انطلاق مبادرة دكان الملابس المستعملة، والتي تُعتبر من المبادرات الأولى من نوعها في المجتمع العربي.

ادعت السيدة امتياز منصور، إحدى القائمات على المبادرة، انه “بالنسبة لها مشروع يد ثانية نتج حين علمت ان صناعة كل سروال او قميص تحتاج إلى 7،600 لترا من المياه، هذه كانت معلومة صادمة. فإذا حسبنا متوسط كمية هذه المياه فهي تكفي للإنسان على مدار سنتين. والمأساة الأكبر اننا لا نفهم تسلسل هذه الصناعة، إذ ان الملبس يأتي من مواد الخام وهي القطن الذي يقوم بتلويث الأرض، ومن يستفيد من هذه الصناعة بنهاية المطاف هم أصحاب الشركات العالمية ليس إلا. استطردت امتياز كلامها قائلة “ان المبادرة تهدف إلى خلق تغيير في أنماط التفكير لدى المجتمع العربي وان يكون لدينا استهلاك أكثر رشدا وحكمة لاحتياجاتنا. وجب علينا التفكير قبل اقتناء اي قطعة ملابس، وطرح السؤال على أنفسنا ما اذا كنا بحاجة لها ام لا، لكونها صناعة تهدر الكمثير من الموارد الطبيعية في العالم، وتخدم أصحاب رؤوس الأموال العالمية وتتركنا ضحايا للاقتصاد العالمي دون ان نعي العواقب المدمرّة لمثل هذا النهج من الحياة”.

أما مركزة العمل الجماهيري في جمعية مواطنين من أجل البيئة، العاملة الاجتماعية جهينة بدر نمارنة، تحدثت عن مشروع “بلدي” والذي كان الإطار والحاضنة الداعمة للمبادرة، مدعية “مشروع بلدي هو مؤثر، وانا كلي فخر على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المجتمعي. هذه المبادرة هي نتاج لسيرورة مررنا بها على مدار أكثر من عام مع نساء من حركة عسفاوية انا في بلدة عسفيا، ضمن إطار مشروع “بلدي” والذي بالنعاون ما بين جمعية مواطنين من أجل البيئة وحركة عسفاوية أنا. هدف المشروع، أولا، هو رفع الوعي في المجالات البيئية. وثانيا، بناء حراك بيئي محلي من البلدات لإحلال تغييرات في الأوضاع البيئية. الناتج النهائي للسيرورة الطويلة كانت إقامة الدكان للملابس المستعملة، بحيث ان كل محتوياته، على صعيد الملابس او الأدوات، كانت بتبرع من قبل أهالي بلدة عسفيا”.

شارك