تعتبر الموانئ مركزا لنشاط اقتصادي وتجاري، وتشكل ايضا مصدرا لعوامل تلوث بيئي متعددة: تلوث البحر، تلوث الهواء، تلوث الشواطئ وغيرها. نركز في هذا الملف حول أبعاد تلوث الهواء من ميناء حيفا الموجود حاليا.
تنبع الانبعاثات للبيئة جراء النشاط في ميناء حيفا من ثلاثة مصادر اساسية: السفن التي ترسو في الميناء، مرافق الميناء وحركة المرور والنقل من والى الميناء.
كمية تلوث الهواء المنبعثة من مجمل المصادر في ميناء حيفا هي كبيرة ويجب ألا يستهان بها. هذه الكمية من شأنها أن تزداد أكثر في السنوات القريبة وبعد تنفيذ المخططات لتوسيع المصانع، زيادة المنشآت وإنشاء ميناء إضافي.
تشير المعطيات بأنه في سنة 2012 كمية اكاسيد الكبريت التي أطلقت فقط من السفن الكبيرة تعادل 2 مليون كيلوغرام، بالإضافة الى عشرات الكيلوغرامات من الأنتيمون، الكادميوم، الكوبالت، الكروم 6، الزئبق والزرنيخ. تظهر هذه النتائج بأن انبعاثات التلوث التي تصدر فقط من السفن الكبيرة قد تفوق الانبعاثات من معامل تكرير النفط.
حسب المعطيات الموجودة عندنا لا يوجد اليوم مراقبة او رصد للانبعاثات من السفن ومركبات النقل في الموانئ الاسرائيلية. نشرت وزارة البيئة، عام 2010، تقديرا لانبعاثات السفن في اسرائيل، لكن التقدير لم يأخذ بعين الاعتبار الانبعاثات التي تصدر من المنشآت التي يتم تشغيلها على المرفأ ومن الشاحنات والقطارات من والى الميناء.
في معظم الموانئ في العالم الغربي تم اتخاذ خطوات لتقليل كمية التلوث مثل استبدال الوقود، تغيير طريقة العمل، تحديد حوافز وفرض العقوبات والعديد من ذلك.
بناءً على ما قبل أعلاه، وقبل البدء في بناء الميناء الجديد المخطط في حيفا، يجب تحديد ادوات وتدابير لتقليل الانبعاثات من مجمل مصادر التلوث في الميناء، في الميناء القائم والميناء الاضافي المخطط له.
هناك العديد من الاجراءات التي يمكن اتخاذها بشكل فوري لتقليل كمية التلوث. وفقا لمعطيات وزارة البيئة حول الانبعاثات من السفن في التقرير المذكور أعلاه، يتضح بأن إلزام السفن باستبدال الوقود عند دخولها للميناء وخلال مكوثها به بوقود أقل تلويثا – من شأنه تقليص كمية التلوث بشكل كبير.
إضافةً على ذلك، يجب اعداد مسح انبعاثات شامل لكل العمليات والأنشطة في ميناء حيفا، وهذا بهدف تحديد جميع العوامل والاسباب التي تؤدي الى التلوث بشكل عام، ولمعرفة الأسباب الرئيسية بشكل خاص ومعالجتها.
