لم يعد يخفى على أحد اليوم، ما يتربّص بكوكب الأرض من كوارث طبيعية ناجمة أساسا عن التغييرات المناخية الآخذة بالتسارع على كوكب الأرض، إلّا أنّ التغطيات الإخبارية المحلية والقطرية والعالمية تتفاوت في مدى ارتقائها لمستوى خطورة أزمة المناخ وتهديدها لحياة الإنسان.
في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل تتعاظم الهموم اليومية التي تستهدفنا كأفراد وجماعة، ما يجعل الاهتمام في قضايا البيئة يتهاوى إلى أسفل سلم أولويات الصحفي، فمن ذا الصحفي الذي سيخصص بحثه لقضايا قرية الصيادين في جسر الزرقاء والادعاءات البيئية لحكومة إسرائيل ضدها مثلا فيما تخسر القرية أربعةً من أبنائها ضحايًا لجرائم العنف وانعدام الأمن والأمان خلال أقلّ من عام؟ إلّا أنّنا بدورنا في جمعية “مواطنون من أجل البيئة” نؤمن بحتمية عدم الفصل بين همّ وآخر، وأنّ البعدين البيئي والاقتصادي ينعكسان مباشرة على البعد الاجتماعي للحياة، هذا عدا عن رؤيتنا والدور الكبير الذي نعوّل على الصحفيين في البلاد أن يلعبوه، حيث نرى أنّ دوره لا يقتصر على نقل المعلومات والحقائق حول أزمة المناخ عامّة، أو إدانة الوضع القائم كما هو، بل نرى فيه مساهما أولا في نقل قصص الناس وتأقلمهم مع قضايا البيئة والتحديات التي يواجهها السكان ما يشكّل مادة للمتلقي عامة وللأكاديمي والباحث الذي بدوره يعمل على تطوير الحلول وآليات التكيّف، بالتالي يصبح الصحفي محرّكا أساسا لحالة مجتمعية كاملة.
ضف على مسألة الهموم الوجودية التي تجعل اهتمام الصحفي العربي تنصبّ في غير قضايا البيئة، فإنّ شحّ المعلومات باللغة العربية تعمل أيضا على تغريبه عن المضامين البيئية، وتصعّب القيام بتغطية قضايا المناخ والبيئة في عمله الإخباري اليومي.
من هنا يأتي هذا المرشد الذي نضعه بين أيديكم ضمن “مشروع صحافة من أجل البيئة”، في محاولة لسدّ بعض الثغرات المعلوماتية، ولتأسيس نقطة انطلاق معرفية حول أزمة المناخ وما يحيطها من مصطلحات علمية، إضافة إلى محاولة لطرح تساؤلٍ حول المرجو من التغطية الإعلامية البيئية في المجتمع الفلسطيني في الداخل.
رغم ذلك فتجدر الإشارة هنا، أنّه على الرغم من أنّ المعلومات المضمّنة في هذا المرشد هي معلومات دقيقة وموثوقة المصادر، إلّا أنها لا تشكّل نموذجا لكتابة علمية وهي ليست مادة أكاديمية صرفة، إنما المرشد يشكّل مادة أساسية لتسهيل طرح الأسئلة المعمّقة والتي تستوجب بحثا أمتن.
ينقسم هذا المرشد إلى ثلاثة مستويات:
- القسم الأول يحمل عنوان أزمة المناخ، فيعرّفها وأسبابها فيما يعرّف أبرز المصطلحات المتعلّقة فيها.
- القسم الثاني نتناول فيه أهم الجوانب الحياتية التي تتأثر بأزمة المناخ كفقر الطاقة، ومصادر المياه وغيرها.
- القسم الثالث، خصصناه للعمل الصحفي، فيه حاولنا استعراض عدد من القضايا البيئية التي يواجهها المجتمع العربي، فيما طرحنا سؤالا حول ما نرجوه من التغطية الإعلامية البيئية في مجتمعنا، إضافة إلى طرحنا أدواتٍ للتحقّق من الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة عبر الشبكات الاجتماعية والاخبارية العامة.
لتحميل المرشد: من هنا
رابط خبر إطلاق المرشد: من هنا